Awate.com

الموت يغيب سفير إرتريا في الإعلام السوداني والعربي

غيب الموت الكاتب والصحفي صديق الثورة الإرترية الأستاذ سيد أحمد خليفة الذي وفاته المنية يوم الأحد في القاهرة التي نقل إليها اثر وعكة صحية عن عمر يناهز السبعين عاما ليفقد بذلك الشعب الإرتري أحد أبرز المناصرين لقضيته وبمزيد من الأسى والحزن العميق يتقدم مركز الخليج للخدمات الإعلامية لأسرته الكريمة وللشعب الإرتري ونسأل الله أن يتغمده الموالى برحمته وأن يرزق آله وذويه الصبر وحسن العزاء.

وقد عشق الراحل دول القرن الأفريقي وحاور قادتها ودافع عن شعبها وإن كانت علاقات ذات خصوصية فريدة مع إرتريا .. حيث كتب عن القضايا الصومالية والجيبوتية وعمل في مقديشو التي تعتبر من أهم المحطات في حياته كما امتدت تغطيته الإعلامية جمهورية جيبوتي التي كتب عنها العديد من التقارير والتحقيقات.

لقد عرف الشعب الإرتري الراحل سيد أحمد خليفة الذي أرتبط بعلاقة حميمة خاصة معه منذ ريعان شبابه وعاصر الثورة الإرترية انتصاراتها وانكساراتها وعرفه عنه استماتته بقوة ومواقفه الجريئة في الدفاع عن الثورة الإرترية بقلمه الحر حيث كتب في السنوات العجاف للثورة الإرترية في الصحف السودانية وعندما كان يتعرض للمضايقة من بعض حكومات السودان التي كانت تقيم العلاقات مع إثيوبيا في إطار دبلوماسية المصالح هاجر إلي المملكة العربية السعودية وفتح نافذة إعلامية أفرد فيها مساحة عن للثورة إرترية وكان لسان حال الثورة في صحيفة المهجر كما نافح بقوة عن قضية الشعب الإرتري عندما كان محرر ومراسل لجريدة الشرق الأوسط التي ابرز من خلالها ما كان يعتبر آنذاك بالثورة المنسية في إرتريا.

وبعد الاستقلال لم يتغير مواقف الراحل من مبدأ مناصرة الشعوب المقهورة وظل يساند الشعب الإرتري في معركة التحول الديمقراطي ولم ينحني يوما أمام عواصف المتغيرات والمغريات حيث انحنت العديد من رؤوس الأقلام أمام نشوة الاستقلال الذي حدث في إرتريا وطبل الكثيرين للحكومة الجديدة التي انقلب عليهم وبدأت في تكميم الأفواه وقمعت الحريات وكان خليفة من الأقلام الأجنبية القليلة التي انتقدت السياسية الإرترية ربما لم يسبقه في ذلك الأقلام الإرترية نفسها وقد أفرد مساحة أسبوعية خاصة للقضايا الإرترية في صحيفته (الوطن). وكما كان في كثير من الأحيان ينتقد مواقف الخرطوم تجاه المعارضة الإرترية ويحثها على أن تعامل الحكومة الإرترية بالمثل في قضايا المصالحة والوفاق.

وكان الراحل من الشخصيات البارزة التي تشرف دائما فعاليات ومؤتمرات المعارضة الإرترية سواء كانت داخل السودان أو خارج رغم انشغال وارتباطاته المهنية. وكان يذكر المشاركون بأواصر صداقته بالإرتريين وارتباطه الوجداني بالثورة الإرترية التي عايش تطوراتها منذ أن كان يافعا وكان يسرد قصص لقاءاته وعلاقاته ومؤثره الخاصة بالثوار والقادة الإرتريين خاصة الشهيد عثمان صالح سبي الذي كتب عنه الكثير والكثير وكان خليفة وفيا في صداقته مع كل القادة ويملك أرشيف متكامل عن الثورة الإرترية. 

وقد ناسبه النظام في اسمرا العداء لأكثر من أربعة عقود حتى رحيله حيث لم يغفر له وقوفه ومساندته للشعب الإرتري إبان حرب التحرير لقد كرمه بالإبعاد من أسمرا التي جاء إليه لمشاركة في أعياد الاستقلال ليكون أول شخصية يطلب منها المغادرة من إرتريا ورغم سعى الكثيرون للتوسط لدي سلطان أفورقي الظالمة. ومن مفارقات القدر أن قرار الإبعاد الذي جاء في مضمونه أن يرحل في أقرب رحلة جوية حيث كانت إثيوبيا التي كتب ضدها الراحل في فترة حرب التحرير هي محطة التي توجه إليها مما يكشف حجم المؤاساة ونكران الجميل التي أبداه النظام الجاحد منذ أيامه الأولى وكان على النظام الإرتري أن يكرم الراحل التكريم الذي يليق به وبدوره التاريخي ويقام له تأبين في سماء إرتريا التي أفنا زهرة شبابه مناضلا من اجلها بماله وجهده وإمكانيات الإعلامية.

وبرحيله تكون المعارضة الإرترية قد خسرت صديق وحليف قوي لم يبخل عليها يوما بجهده ونصائح وكان يحث المعارضة الإرترية بصورة مكررة أن ترتقي إلي مستوى المسئولية وكان أخر وصايته ونصيحته والتي جاءت بنقد موضوعي نابع من حبه وحرصه والشديدة لمصالحة المعارضة قد أطلق في حوار مطول كلمته المعبرة والتي قال فيها أن المعارضة تشارك في معاناة الشعب الإرتري لعدم تحملها المسئولة التاريخية المناط بها والعمل بجدية من اجل تخليص هذا الشعب من النظام القمعي الجاثم على صدره. وبقى ان نقول رحل خليفة دون ان تتحقق أمنيه الوحيد التي طالما انتظرها كثيرا وهي أن يري الشعب الإرتري في ظل حكومة ديمقراطية تحقق لهذا الشعب البطل الاستقرار والرفاهية.

رحمة الله الفقيد

واسكنه جنات الخلد مع الصديقين والشهداء والأبرار

Shares

Related Posts

Archives

Cartoons

Shares