ماذا بعد كفاية
بقلم البروفسور أرايا ديبساي
ترجمة: م. برهان إدريس (برهان)
امانوئيل كفلي (دوحا) شاب من مدينة واشنطن اشعل روح الإرترين في كل مكان برسالته ” كفاية” القوية التي مازالت تنتشر كالهيب. ولقد استيقظ الجميع الآن حتى الذين فقدوا الأمل في إرتريا وايضا الكثير من مؤيدي النظام .
أنه لشئ مُفرح أن ترى الإرترين في كل مكأن يقولون كفاية ولكن هذا ذاته لا ينهي معاناة شعبنا. نحن طالبو العدالة في الخارج لا بد أن نفكر عما سنفعله لتفعيل حركة كفاية الواسعة الإنتشار إلى اعلى مستوى. إن هدف هذا المقال هو طرح بعض من أفكاري عن ماذا نحن – الأرتريون في المهجر- نستطيع أن نفعله من اجل أنهاء معانة الشعب الإرتري ومساعدته في الحصول على نظام ديمقراطي شامل .
إن اول ما يجب الاتفاق عليه هو أنه من المستحيل أن نفكر بتغيرات ديمقراطية إيجابية طالما إسياس مازال موجوداً في السلطة. لابد من إطاحة النظام فوراً لإحداث تغيرات ديمقراطية في إرتريا. ومن المعروف أن القوة العسكرية لها إمكانية من الإطاحة بالنظام وهذا بالتعاون مع الشعب الإرتري في الداخل. دورنا اي دور طالبوالعدالة في المهجر هو أن نقوم بدور حافز يقوم بتسهيل تغيير النظام من خلال عدة طرق مهمة كما موضح ادناه.
كسب قلوب وعقول القوات الأمنية
إن السبب الرئيسي لمعاناة الشعب الإرتري تحت حكم النظام الديكتاتوري لمدة 28 عاماً الماضية هو الخوف من بطش السلطات الأمنية التابعة للنظام . ولذا فهدفنا الأول هو كسب قلوب وعقول السلطات الأمنية المدعومة تماما بالمال والسلاح لحماية النظام. لابد من تذكير السلطات الأمنية بأن ولائها المفروض أن يكون للبلد وليس لديكتاتور الذي يدمر بلدنا. إن إسياس دفع اغلى مصدرنا- الشباب- لمغادرة البلاد والآن يهدد بسيادتنا التي نلناها بتضحية الاَلاف من أبطال مناضلي الحرية و الوطنيين الشرفاء من أبنار الوطن. ولتحقيق هذا ينبغي علينا إرسال رسائل قوية و ناجحة عن طريق إستخدام أغاني مؤثرة وقصائد تلمس القلوب والتي تهدف السلطات الأمنية وهذا عبر برامج قنوات فضائية و إذاعات ذات موجة قصيرة وادب سري ووسائل إتصال أخرى. لقد تم هذ العمل لحد ما ولكن المطلوب هو رفع مستوى ودرجة البراعة من خلال أساليب جيدة التنسيق وبشكل مهني. لا بد أن تهدف رسالتنا إلى أنسنة القوات الأمنية لكي لا تستخدم سلاحهها الفتاكة ضد أخوانها وأخواتها الإرترين.
تشجيع المجتمع المدني في داخل البلاد
إن هدفنا الثاني هو المجتمع المدني الذي مازال يعاني من بطش النظام في خلال 28 عاماً والذي وصل إلى درجة التي فقد فيها صبره بسبب خطوات إسايس المستهترة والتي تهدد سيادة البلد. فالمجتمع المدني كان ومازال مكتوم بسبب تسلط القوات الأمنية التي لا ترحم في تخميد اي مقاومة شعبية. ولكن إذا تم إقناع القوات الأمنية بعدم توجيه سلاحها ضد افراد المجتمع المدني المسلامين فإنه من الممكن أن يشجع افراد المجتمع المدني الذين اخذوا العبرة من احداث السودان الأخيرة لتحدي النظام عن طريق إجراء مظاهرات سلمية.
فينبغي من إرتريو المهجر إرسال رسائل قوية إلى المجتمع المدني وذلك لتشجيعهم لمقاومة النظام.
دور الجيش
قوات الجيش هم المجموعة الثالثة التي تهدف إليهم هذه الرسالة. فهم قد اظهروا عدم رضاهم عن الديكتاتور. فتغير النظام إنما يأتي عندما يتخذ الجيش خطوة جريئة عن طريق عملية إستئصالية عسكرية وبأقل خسائر أمنية. فدور إرتريو المهجر لا يقتصر في تقديم رسائل قوية و مشجعة فقط بل يجب أن يشمل تقديم مساعدات مادية لهؤلاء الذين سيتخذون الإجراءات المطلوبة لإزالة النظام.
فلابد من تذكير الجيش بعدم السماح لشخص واحد بأن يغامر بسيادة البلد ويهدم ما بناه ابطال التحرير بمساعدة شعبنا في الدخل والخارج.
ولابد من كتاب وشعراء ومطربين و فنانين إرتريا في الإستمرار في تذكير قواتنا المسلحة بعدم سماح لشخص واحد يدمر بلدنا.
دور إرتريو المهجر ما بعد تغيير النظام
لإرتريو المهجر دور مهم سيلعبونه من حيث الصعوبات التي سوف تواجهها البلاد مابعد سقوط النظام.
تأسيس إتحادات مهنية
إن من اهم أدوار التي يستطيع أن يلعبها إرتريو المهجر هي تأسيس إتحادات مهنية التي ستقوم كل واحد منها بتنسيق نشطات اعضائها المهنية. فـإرترية مليئة بالعديد من المتعلمين و إقتصاديين ,والمهندسين ومحاميين وعلماءومعلمين وصحافيين ومهنيين في المال والبنوك والمحاسبين ومهنيين الصحة العامة ومهنيين السياحة والضيافة وخبراء امور السياسة الخارجية والإستثمار والتسويق وتكنولجيا المعلومات إلخ.
فينبغي على هذه الإتحادات المهنية أن تأخذ زمام المبادرة لتنظيم إتحاداتها المهنية في تخصصاتها مع الأخذ بالإعتبار إعداد مسودات ذو طابع سياسات والتي ستساعد البلد فيمابعد تغيير النظام المستبد . ولديّ إيمان بأنه من الأفضل التبكير في إعداد تلك المسودات دون أي تأخير لأنه من المتوقع حدوث تغيير النظام في اي وقت.
الحاجة إلى الممثلين دوليين شرعيين
أنه من مصدر البهجة عندما ترى الإرترين في المهجر منظمين وهم ينقلون رسائل “كفاية” إلى كل جزء من اجزاء العالم وإضافة لذلك أنه أمر مشجع أن ترى إذدهار المجتمعات المدنية مثل الشباب و نساء إرتريات ومحاميين إرتريين و مثقفين إرترين وفنانين ومطربين إرترين وتجمعات اثنية لأقليات إرترية واولئك الذين اسسوا إتحادات إقليمية و دينية ونشطاء حقوق الإنسأن. إلا أنه من الضروري لتلك التجمعات- بما فيه طالبو العدالة الذين من المحتمل ليسو اعضاء في تلك التجمعات – توحيد صفوفها وهذا لكي تكون فعالة لإحداث تغيير إيجابي في البلاد. مانفتقده هو هيئة التي تقوم بتنسيق فعال لمختلف أنشطة تجمعات متشتتة والتي لها صلاحية قانونية لتتحدث بالنيابة عن إرتريوالمهجر وبصوت واحد. إن هذا ضروري خاصة إذا أردنا القيام بالوبي و الدفاع وعمل دبلوماسي. ينبغي علينا بلإعتراف بأن النهج المجزأ غير فعال. نحتاج إلى هيئة تمثلنا شرعيا أمام الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والإتحاد الأوروبي والعالم العربي ومنظمة إيجاد ومنظمات اخرى.
إن ممثلينا الدوليين بإمكانهم القيام بتنسيق نشاطاتنا الإعلامية لمناشدة القوات الأمنية ولتشجيع الجيش والمجتمع المدني. إضافة لذلك بإمكانهم القيام بتقديم المساعدة من أجل إعداد أساس قوي لإنتقال سلس ومن أجل كسب مساندة لطلب الشعب الإرتري لإطاحة بالنظام الظالم الذي يدمر حرفيا نسيج الشعب الإرتري.
عملية تشكيل ممثيلين دولين شرعيين
لكي يكون للممثلين الدوليين الشرعية والتفويض وهذا من أجل تمثيل الإرتريين في المهجر ضروري جد مشاركة الإرتريين في المهجر وخاصة أعضاء تجمعات نشطاء في العملية الإنتخابية.
إن سبب ضعف إرتريو المهجر هو إنقساماتهم . ومن الأفضل أن تبدأ عملية التصويت لإختيار ممثلين دوليين على مستوى القاعدية بحيث يجد اعضاء مختلف تجمعات تأسيسية واحزاب سياسية فرصة لمشاركة في عملية التصويت كأعضاء في مجتماعتهم المعنية وهذا بغض النظر عن ميولهم الحزبية او التجمعية . وأنا لا أدعو لتفكيك هذه التجمعات التأسيسية بل إنما الح على مشاركة كاملة وفعالة بنسبة العديد من مجموعات النشطاء الهشة وخاصة اعضاء مختلف منظمات سياسية وهذا لكي يشاركون في عملية التصويت مع إخوأنهم وأخواتهم الإرترين في مناطقهم الجغرافية المعنية. وهذ سيتطلب حملة مكثفة لحشد ووصول إلى جميع الإرترين في كل منطقة بغض النظر على جنسهم ودينهم وعرقهم وإقليمهم وميولهم السياسي.
وبمجرد قيام إرتريون في شتى أنحاء العالم بإختيار رؤسائهم المحليين فإن الإجراء التالي سيكون قيام هولاء الرؤساء المختارين بإجراء إجتماع لكي يختاروا ممثلينهم على مستوى البلد. يتطلب بإجراء هذه العملية في كل بلد وكل قارة.
الخطوة الأخيرة هي عقد مؤتمر عالمي لممثلي إريتريا من كل ركن من أركان العالم: إفريقيا ، آسيا ، أستراليا ، أوروبا ، الشرق الأوسط ، أمريكا الشمالية ، أمريكا الجنوبية وأماكن أخرى وهذ من اجل إختيار الممثلين الإريتريين الدوليين.
إعداد الأسس من أجل الإنتقال السلس
نظرًا للأجهزة الأمنية النظام الجيدة التمويل ، سيتعين على الذين سيقومون بإطاحة النظام من الداخل العمل في سرية تامة.
هذا يعني أنهم لن يتمتعوا بالرفاهية لإعداد خطط مفصلة للإنتقال السلس في أعقاب تغيير النظام
يمكن للممثلين الدوليين وبمساعدة الشيوخ الإريتريين والتكنوقراط والمثقفين والسياسيين المتمرسين والدبلوماسيين والمستشارين الآخرين المساعدة في إعداد مخطط يضمن إنتقال سلس
من بين هذه المهام التي تتطلب الإعداد المسبق هي:
-
الحفاظ على السلام والنظام. كلنا نعرف ما حدث في الصومال بعد سقوط سياد باري ، أو ما حدث في ليبيا بعد سقوط القذافي. وبالتالي ، لتجنب تكرار التجارب الصومالية أو الليبية ، سيكون من الضروري وضع تخطيط مسبق لضمان الإنتقال السلس إلى الديمقراطية. يمكن للممثلين الدوليين المنتخبين مساعدة القوات داخل البلاد في التخطيط المسبق لحفظ السلام والنظام في أعقاب تغيير النظام.
-
التخطيط للإنتقال السلس. من المتوقع أن يساعد الممثلون الدوليون القوات الموجودة داخل البلد في الأمور المهمة التالية ، من بين أمور أخرى ، لضمان الإنتقال السلس
-
التخطيط لعقد مؤتمر وطني شامل في أقصر وقت ممكن.
-
وضع إجراءات لإختيار الجمعية التأسيسية.
-
حشد التكنوقراط الذين لديهم المعرفة والخبرة لمساعدة الحكومة الإنتقالية المؤقتة في تحريك القطاعات الاقتصادية المختلفة ، وإدارة القطاع المصرفي ومختلف الجهات الحكومية التي تقدم خدمات حيوية مثل الصحة العامة والأمن الغذائي للسكأن الخ
-
الوبي وكسب التأييد والدبلوماسية: ثالث نشاط مهم الذي يمكن أن يقوم به الممثلون الدوليون الذين يمثلون الإريتريين في المهجر يتواجد في ساحات جماعات الضغط( اللوبي) والمناصرة والسياسة الدبلوماسية. إن الإريتريين في المهجر قد أظهروا التزامهم لمساعدة شعبهم من خلال إجراء المظاهرات وكتابة الإلتماسات والمثول في جلسات الاستماع بالكونجرس وفي اجتماعات الأمم المتحدة في جنيف ونيويورك وكتابة رسائل إلى رئيس وزراء إثيوبيا ، إلخ. وبرغم تلك الجهود الجيدة ، ولكن لسوء الحظ لم تكن النتيجة حتى الآن فعالة للغاية.لقد تم اتخاذ هذه التدابير من قبل الناشطين أو الجماعات ، والتي تستحق الثناء ؛ ومع ذلك ، كان يمكن أن تتاح لهم فرصة أكبر للاستماع إليهم بجدية أكبر إذا كان تم التنسيق والتنفيذ من قبل قيادة تتمتع بالشرعية والتفويض لتتحدث ولتمثل نيابة عن جميع الإريتريين في المهجر.
Awate Forum