” ………فتبينــــــوا أن تصيبوا قوما بجهالـة فتصبحوا عل
اتصل بى أحد الاخوة المهتمين والمتابعـين للشــأن الارتــرى وقال لـى هل قرأت مانشــر حول ماقاله الأستــاذ: عمــر جابـــر فى مؤتمــر لنــدن. ثم ذكر لى أن أحد الحاضرين فى المؤتمــر نقل كلاما خطيرا أدلــى به الأستاذ:عمــر جابر فى المؤتمــر مضمونه أن لأهل كبســا الحق فيما يقومون به من استيطان فى المنخفضـات لأنهـم قاتلوا وضحوا من أجل ارتريــا كالأخرين. قلت له وماذا كان رد الأستـاذ:عمــر فيما نسب اليــه. قال انه لم يــرد بعـــد. قلت اذن ننتظـر قليلا حتى يرد فالرجل لاتكاد مقالاته تنقطع يوما عن المواقع الارتريـــة. قـال الرجـل معروف بتقلباته وقد نصح بعدم الذهـاب الى المؤتمـر الا أنه لم يسمع النصيحة وأنا لا أستبعـد أنه فعلهـا. انتهى كلامه.
الحقيقة أنا لاأعــرف الأسـتـاذ / عمــر شخصيـا ولم يجمعنى لقــاء به بعـد الا أنى أعرفه من خلال كتاباتــه ومقالاتـه الرزينــة التى أقرأها وأتابعها عن كثب. وقد تعرف عن انسـان من خلال كتاباته أكثر مما يمكن أن تعرف عنه من خلال لقــاءات عابرة. الرجـل بلاشك يتمتع بالمـام واســع بالتاريخ الارتـــرى وتحليله للأمــور دقيق وأسلوبه سلس فى ا لكتابة. كما أنه يمثل أحد القيادات البارزة فى معسـكر المعارضة وشوكة حلق للنظـام من خلال كتاباته الفاضحة لمشــروع استيطان المنخفضــات . فالرجـل اذن مواقفــه واضحـه وهى عكس مانسب اليـــه. فكيف يتصـور تصديق مانسب اليــه؟
مايهمنــى هنـا ليس الدفـاع عن الأستاذ عمـر جابر كشخص وهو الأقدر للدفاع عن نفســه ولكنى بصدد الدفاع عن مبـــدأ مهـم فى العلاقات الاجتماعيـة والسياسيــة هو مبـدأ التحـرى والتبين والتثبت قبل اتهـام أى شخص أو جهة بأيـة اشاعـة أوخبر يأتى من هنا وهناك. وهو مبـدأ علمنـا اياه القرآن الكريم فى قوله تعالـى”ياأيها الذين آمنــوا ان جاءكم فاسق بنبـأ فتبينـــوا أن تصيبوا قوما بجهالــة فتصبحوا على مافعلتم نادمـــين”. كما أن هذا المبـدأ توافقت عليه البشريــة فى نظامها القانونى والقضائى. وكلنا يعرف مبــدأ “المتهـم بــرئ حتى تثبت ادانتـــه”. والتأكيد على أهمية ترسيخ هذا المبدأ بيننا كأفـراد وقوى سياسيــة واجتماعيـــة يتجاوز هذا الحدث ويتجاوز الأستاذ/عمـر جابر كشخص فقد يكون الضحية القادم شخصية قياديـة أو تنظيم سياسى آخـــر.
ثم لم العجلــة والرجــل حى يرزق بيننــــا يمكن أن نسأله ونستوضح منــه. وهذه العجلـة للأسف الشديد توردنــا المهالك سواء على المستوى الشخصـى أو على مسـتوى العلاقات بين القوى السياسيــة المختلفــة. وأول هذه المهالك القطيعـة والخصومة والانشغال بالردود على بعضنا البعض وقد تتحول الخصومة الى فجـور فنبـدأ بنشر الفضائح ونشر الغسيل كما يقولون. فان خف الامـر تتوقف المسيرة حتى تهدأ الخواطـر، وان عظم الأمـر تكون الفرقـة والاخـتلاف ومناصبة العـداء والعياذ بالله. وأعتقد أنكم تتفقون معـى فى أنه عندنا من الخلافات والتشرذمات فى ساحتنا مايكفينـــا بل مايكفى للتصدير للاخرين لولا أن البضاعة غير مرغوبـــة.
للأسف الشديد كثير من الخلافات والتشرذمات فى الساحة الارتريـــة على مستوى القيادات أو التنظيمات مردها فقـدان هذا المبـدأ العظيم وهذه البوصلـة المهمـة فى العلاقات الانسانيـة وتصديق أقاويل وشائعات وتأويلات لأحداث كان يمكن التثبت والتحقق منها لو أن طرفى الخلاف أحسنا الظن ببعضهما ولم يتعجـلا فى اتخاذ القرارات وتثبتـــا مما أشيع قبل فوات الأوان وقبل انكسار الزجاجة. فالزجاجة كسرها لايجـــبر.
Awate Forum