انطباعات اولية حول المحاضرة التي القاها الاستاذ صالح قاضي
مراسل ارتريا اون لاين 1: هولندا
تشرفت كغيري من الحضور بحضور المحاضرة التي القاها الاستاذ صالح قاضي في مقر جبهة الانقاذ اوطني الارترية بمدينة روتردام الهولندية .
كان عنوان المحاضرة (اللغة والدين في السياسة الارترية). بدأت المحاضرة متاخرة قليلا عن الموعد المحدد ، ولكن في (التأخير خير) كما يقال المثل حيث اتاح هذا التاخير، حضور الجماهير الغفيرة التي تغاطرت من كل حدب وصوب من المدن الهولندية ان تشارك وتتابع المحاضرة من البداية وخاصة ان موعد المحاضرة كان في اليوم الاخير من عطلة الاسبوع حيث حركة المواصلات تقل في مثل هذا اليوم كما هومعروف ، ولكن على الرغم من ذلك كان عدد الحضور كبيرا .
افتتحت الندوة بكلمة الترحيب بالحضور والضيوف الذين قدموا من خارج هولندا وعلى راسهم الاستاذ صالح قاضي صاحب المحاضرة ، من قبل الاخ احمد علي احمد عضو جبهة الانقاذ ، ومن ثم كانت الفرصة للاخوة اعضاء المنتدى الثقافي ببرمنقهام ( اصحاب الدعوة للمحاضرة) حيث قاموا بشرح وتعريف المنتدى الثقافي واهدافه ، وبعد ذلك سنحت الفرصة للاستاذ صالح قاضي لألقاء محاضرته .
استهل الاستاذ صالح قاضي محاضرته مرحبا بالجموع الغفيرة التي جاءت لحضور هذه المحاضرة غير آبهة بمشاق السفروخاصة واليوم كان يوم الاحد ، ثم واصل حديثه مؤكدا للحضور بان موضوع المحاضرالتي سيلقيها اليوم على مسامعهم هو نتاج بحث وجهد كبيرين قام به من اجل معرفة مكامن الخلل ووضع النقاط فوق الحروف لكي ينقشع الضباب وتتضح الرؤية للجميع،واضاف الاستاذ صالح قاضي ، شارحا اهمية اللغة العربية ومدى ارتباطها بحياة المسلمين الارتريين، حيث اشار ان استعمال المسلمين الارتريين للغة العربية ، كان قبل وجود الكيان الارتري كما هو معروف اليوم حيث كانت اللغة العربية هي اللغة الوحيدة التي كانت تدون بها احوالهم الشخصية مثل الزواج والطلاق وغيرها من المواضيع المتشعبة الاخرى، هذا بالاضافة الى انها لغة قرآنهم ،وقد ذكر بهذ الصدد امثلة كثيرة مستنبطة من الواقع، حيث ذكر في حديثه عن جدته التي لم تكن تتقن اللغة العربية وكيف كانت تأتيه بامثال عربية وانها كانت تقرأ القرآن بنطق سليم ، وقد ذكر بهذا الصدد امثلة كثيرة ابهرت الحضور وخاصة الشريك الآخر والذي اتضح فيما بعد، اي بعد ان اعطيت الفرصة لهم لابداء رأيهم في موضوع المحاضرة بانهم كانت تغيب عنهم مثل تلك المعلوما ت التاريخية التي ذكرها المحاضر .
وفي نفس السياق بينّ الاستاذ صالح قاضي بما لا يضع الشك بان اختلاف الديانات السماوية في ارتريا لم يشكل خطرا اوعائقا في يوم ما في طريق التعايش السلمي بين مكونات المجتمع الارتري ، وقد ذكر امثلة كثيرة في هذا المجال جعلت افاق الحاضرين اكثر ادراكا للواقع الارتري وافاقه .
وفي نفس السياق نجح الاستاذ صالح قاضي ايما نجاح في عكس الكيفية واللغة التي نتخاطب بها مع بعضنا البعض في البيت والشارع وذلك عندما تعرضّ لمقارنة الواقع الارتري بين الامس واليوم ،وذكر بكل شفافية ما يتعرض له المسلمون من عملية اقصاء متعمدة من حقوقهم وتهميش اللغة العربية من قبل النظام الحاكم في اسمرا ذاكرا الامثلة بالدلائل والبراهين مما اضفت الى بحثه ومحاضرته المصداقية التي افتقدناها في خطاباتنا السياسية وفي معاملتنا اليومية مع بعضنا البعض .
وقد نبه الاستاذ صالح قاضي، الحضورالى امرمهم، الا وهو ان تغيير الواقع المزري في ارتريا ، هو مسؤولية الجميع ولا يتوقف على شريحة معينة او جهة معينة اوطائفة معينة .
ومن المفيد ان اذكر هنا ان هناك كانت مداخلات وتعقيب على ما ورد في ورقة البحث من قبل الاخوات والاخوة الحضور كانت مفيدة جدا .
وفي الختام استطيع القول باختصار شديد بان المحاضرة ، كانت اكاديمية- بحثية- بحتة، كانت بعيدة عن التسيس والتنظير، لذا كانت المحاضرة بحثا مستنبطا من الواقع الارتري كما هو، فكان وقع المحاضرة على الحضور ايقاعا جميلا اخترق الاذن ليستقرفي القلب والعقل معا.
مراسل ارتريا اون لاين 1: هولندا
Awate Forum