العامل الوحيد للوحدة: العمل
هو العامل الوحيد للوحدة فدعونا لمرة واحدة نعمل فقط ولا نلتفت لأخطاء الآخرين وفي النهاية ستكون افعالنا هي التي تتفاوض بالنيابة عنا.
ان الكلام ثم الكلام ثم الكلام يفسد منهجنا ويبترنا عن الواقع ويحجبنا عن ماهية ما نبتغي وحقيقة ما نريد . يحب ان نسعى بالعمل لتحقيق الأفكار التي نؤمن بها ولا تكون أفعالنا مجرد عبارات و كلمات جميلة في صفحات الكتب وعلى منابر المنتديات قد تكون مغرية ولكن لن يقرأها أحد ولن ينصت لها فرد. فالأمر يحتاج ثمة عناء اكثر من الإدعاء . فإن الانصات الذي نرجوه الآن هو من ذلك المواطن البسيط الذي يقبع في دائرة الأغلبية الصامتة ولن يجدي التهليل الذي نجده من البعض لخطاباتنا وألئك المصفقين لنا والذين يجلسون في الصفوف الآولى أمام منابرنا والتي يكاد العالم أن يرعوي كنهها وماهيتها . ان شعبنا المكلوم بالداخل يستحق أن يرى فعلا ( أي فعل !) ألم يأتي الزمن الذي نصوب فيه قوتنا أيا كانت ضد الدكتاتور اسياس أفورقي بدلا من المران على الكلام والاستعداد لسحق المخالفين في الرأي والذين قد يكون جلهم يشاركوننا نفس الأفكار وربما عين الوسائل . ان أغلبية مجهوداتنا الآن تلعب في ساحة ضيقة لا تتعدى العشرة في المائة من شعبنا وهم الذين اقتنعوا بمعارضة المستبدين في أسمرا ولكننا لم نرعوي لجدوى التسعين في المائة واشراكهم في اختيار الوسائل لمجابهة الطغاة بعد ان يقتنعوا في الانتقال من المربع رقم صفر الى المربع رقم واحد . فإن لم ننستطع فالنعلن فشلنا والننزوي . هذه المرحلة ما هي مرحلة ايديولوجيات وطريقة حكم لنتختصم فيها وعليها وانما نحن في توقيت يباد فيه شعب وتضمحل أمة. وعليه لن ننجو ان لم يكن تفكيرنا وجل اهتمامنا هو كيفية ازاحة الباطل أما ماذا بعد الباطل فإنه جدل مغري يجعلنا نحس بأننا مقاتلون أفذاذ ولكن دون سيف ونظر .
… ان اقامة دولة القانون والمؤسسات يكفي حتى يعمل الجميع في اطار الوطن، ولا بد أن يمتاز منهجنا بالتسامح والعفو فلن يغير من أراد الإنتقام قيد أنملة. ولذا فتثبيت بعض المبادئ في هذه المرحلة لضبط توازن مراحل قادمة قد تختلط فيها الافهمام وينجر فيها البعض الى اسلوب احمق لإسترداد حقوقه له من الواجبات العظام التي على العقلاء التحالف عليها واقرارها مع الإفصاح المعلن بأن ( المظالم لا تمحى بعوامل الزمن.(
قد تكون ساحة التغيير ضد الاستبداد “الإسياسي” مليئة بالخلاف عن ماهية وسائل التغيير المنشود ولكن ان جرب كل فريق منا ما يعتقده صحيحا دون اللجوء إلى الضجيج سندرك اخطائنا ونصوبها مبكرا وسنتخلى عن بعض وسائلنا وننمي بعضها الآخر وقد نغير الأهداف المرحلية من أجل الهدف العام والكبير وهو أن تتغير بلادنا الى الأفضل وينعم شعبنا بالحرية والعدالة. وليتسم أدائنا تجاه من يعمل ضد العصابة الحاكمة ببلادنا بأحدى اسلوبين اما ان ندعمه ونعضد موقفه ، واما ان نضعه وشأنه فإن اضعافه سيضعفنا جميعا وسيمد من هيمنة أفورقي على الحكم . كما ان صحة منهجنا وصدق سريرتنا لا نستمدها البتة بتسفيه المخالفين والمعارضين لأفكارنا وانما بعملنا على الأرض .
من هم الذين يحكمون إرتريا الآن؟ وما هو التوصيف الصحيح الذي يمكن ان نطلقه عليهم ؟ أسألة كهذه لن تثير الا الجدل الغير مجدي بل قد تجرنا إلى صراعات غير مبررة وكل صاحب رأي يركن إلى خندقه ينشر فكره بين مؤيديه ومريديه ، ويظل اسياس افورقي بعيدا عن النيران, فشعبنا مازال يُكوى بنيران صديقة حتى فقد الأمل في أي تغيير . فالنتفق مثلا ان اسياس ومجموعته يحكومننا بطريقة دكتاتورية ومستبدة فبغض النظر الوصف الصحيح الذي من الممكن اطلاقه عليهم فإن نتيجة الدكتاتورية واحدة وان الاستبداد يهلك الحرث والنسل .
ان بث الأمل والثقة بالنفس على شعبنا عبر تضحياتنا الحقيقية له من العوامل السريعة حتى يؤمن بقيمة اقتلاع الدكتاتور. علينا أن نثبت لذلك المواطن أننا سنحميه ان هو بادر وانتفض ضد الطغاة وطالب بحقوقه وآمن بجدوى وفكرة التغيير ولا يتأتى لنا ذلك إلا بنماذج عملية فلقد مضى زمن طويل وشعبنا يقاسيى مرارة الهزيمة ويتجرع الفشل ، وان سبيل اقناعه قد يحتاج ثمة عناء . ان احساسنا بمدى ما يعانيه المواطن في داخل الوطن وخارجه من مرارات وآلام يستدعي أن نكون نحن من يطلب وده ونضمض جراحه، فليس هناك تغير دنما جماهيير .
Awate Forum