Awate.com

هزيمة الهقدف في احد معاقلها الرئيسية

الشباب “المحسوب” على الهقدف يدق مسمار النعش على سياسة فرق تسد

دعت الجبهة الشعبية لـ(الديمقراطية والعدالة) لاجتماع جماهيري يعقد بالعاصمة السويسرية بيرن وذلك يوم السبت الماضي الرابع من مارس الجاري. الى هنا الخبر عادي. توافدت جموع الارتريين المقيمين بسويسرا علهم يسمعون شيئا جديدا يعيد الامور الى نصابها الصحيح، رغم ايمانهم  ان الهقدف وصل الى مرحلة اللا عودة الى الطريق القويم .. وان ذلك لا يمكن ان يتاتى هنا في سويسرا ، بل هناك في ارتريا، فقط من رأس النظام إن كان هناك نظام. أقول توافدت الجموع ليس بالتقاطر كما يتبادر الى الاذهان كعادتها في حالة الاجتماعات العادية التي تدعو لها قوى المعارضة الارترية، بل جاءت في حشود  حتى امتلأ شارع فيليري الذي يعقد فيه الاجتماع.

 وهنا افتطن القائمين على الاجتماع من فلول الهقدف إلى ان مسعاهم في بلوغ الاهداف المتوخاة (الاهداف الدعائية) سوف لن يكون من السهولة بمكان،فقد اثمرت دعوتهم التي نشروها عبر بوقهم عفوا “ألينالكي” عن رياح لا تشتهيها سفنهم.. فهمهم الاول والاخير… هو بالطبع… ارضاء سيدهم هناك في اسمرا.. وهو ما لا يمكن حدوثه عبر هذه الحشود المنتفضة. مما دفعهم ذلك إلى استدعاء الشرطة السويسرية التي هرعت الى المكان ووجدت هناك شباب التغيير الديمقراطي قد احتلت قاعة الاجتماعات. وبينما كان شبابنا في انتظار القنصل العام للهقدف السيد ادريس شليشي الذي ارتسمت على وجهه معالم الاضطراب، ان لم نقل معالم الرعب والخوف… وذلك احتراما لمعارفه وأصدقائه من قوي المعارضة الذين لم يفوتوا اية فرصة الا ونصحوه بالتخلي عن هذا النظام القمعي والأنشقاق عنه، غير انه لا زال مصرا على مواصلة تقمص دور اللُعبة التي تدار عبر الرموت كونترول من الطاغية.. من هناك .. من اسمرا.

اقول بينما كان الشباب في انتظاره فإذا بالشرطة السويسرية تدخل القاعة وتطلب من الجميع الخروج “حتى يتسنى للقائمين على الاجتماع بمزاولة عملهم لانكم غير مرغوب فيكم من قبل المنظم الذي طلب منا تنفيذ ذلك.” هكذا قال الضابط السويسري، وهنا رفض الشباب الخروج وقالوا له: “أننا ارتريين والاجتماع مفتوح لكل الارتريين وفلماذا يُطلب منا الخروج؟” فتفهم الضابط ذلك وقال ” حقا ان ذلك ليس من اختصاصنا.” وبدأ الجدال بين الشباب المنتفض والقائمين على الاجتماع وكان جدالاً سلميا حاول من خلاله الشباب ابلاغ رسالتهم الوطنية الرامية الى احداث التغيير الديمقراطي بالتوافق مع القوي الاخرى من المعارضة وذلك من اجل مصلحة الجميع وليس من اجل فئة أو تأليه شخص معين. وقالوا لهم انهم  ما كانوا قد شدوا الرحال عن بلادهم وتركوا وطنهم الذي فدوه بالغالي والنفيس لولا ان الهقدف اتبع سياسة القمع والاضطهاد وتغييب الآخر واقصائه.

واطلت رؤوس سكان شارع فيليري (الهادئ عادة) محملقة  نحو مصدر الاصوات العالية في استغراب وهي تتسائل : ماذا حل بأصحاب هذه الوجوه ذات السحنة السوداء؟… لماذا يتجادلون هكذا؟

والحق يقال انه من الطبيعي ان يستغرب السويسريون لانهم يمتلكون نظاما ديمقراطيا مميزا يعتمد على الديمقراطية المباشرة، فلهم نظام يخضع اي موضوع خلافي لاستفتاء شعبي يعبرون  عبره عن ارائهم دون ان تتعالى الحناجر وتبح الاصوات ويمتلكون مجلساً رئاسيا يتكون من سبعة اشخاص من مختلف الاحزاب يتناوبون على الرئاسة كل عام بطريقة ديمقراطية، عدا عن مجلسين احدهما يتم انتخابه عبر الاقتراع المباشر وآخر تمثل فيه الاقاليم.. التي يبلغ عددها 26 اقليما.. ويلعب هذا المجلس دوراً حاسماً في تمرير القرارات الهامة.  فضلا عن صحف عديدة يجد فيها المواطن الاخبار المتنوعة و الاراء المتعددة لا تحتكم الا للقانون.. هذا الاخير هو الحكم في كل الامور الصغيرة منها والكبيرة الذي تتوازى فيه الحقوق والواجبات لتخلق شعبا منضبطاً في حياته وخلوقاُ في سلوكه. ولهم اربعة لغات رسمية: الالمانية، الفرنسية، الايطالية والرومانية وهذه الاخيرة لا يتعدى عدد الذين يتحدثون بها الستة الاف نسمة ولكنها لغة رسمية. وفوق هذا وذاك فقد طوَر السويسريون نظاما فعالا  للضمان الاجتماعي الذي يؤمن الحياة الرغدة لهم… ولمن استضافوهم من الشعوب الاخرى… في بلادهم الجميلة والهادئة….

 بالعودة لموضوعنا نحن الارتريون .. هناك في بيرن بشارع فيليري.. استمرت الحشود معتصمة بالمكان وقالت لن تبرحه حتى يذهب المنظمون الى بيوتهم رغم ان  الشرطة اكدت لهم عن استحالة  عقد الاجتماع في ظل هكذا ظروف. كما ان مديرة القاعة انتزعن مفاتيحها من منظمي الاجتماع وقامت بإغلاقها. ولكن استمر الشباب بالاعتصام رغم ذهاب منتسبي الهقدف الى ديارهم… واستمر ذلك حتى الساعة السادسة مساءً .

 أما الهقدف فقد ذهبوا الى احد المنازل الخاصة  التي تبعد عن شارع فيليري بمسافة نصف ساعة وعقدوا اجتماعهم هناك. وظهرت صورهم في اليوم التالي في نفس الموقع الذي ذكرناه… في  بوقهم “الينالكي”. وهناك ايضا حدث ما لم يتوقعوه حيث كان الشباب الذي اعتقدوا انه يمتلكون ارادته حاصرهم بالاسئلة والاراء التي لا يودون سماعها مثل: لماذا الهروب الجماعي للشباب من البلاد ولماذا لا تقوم الحكومة باصلاحات سياسية وتسمح بالصحف الخاصة وتتخذ اجراءات قانونية في حق المعتقلين بدلا من الاعتقال الذي لا مدى زمني معين له. ولماذا لا تقوم الحكومة بإجراءات لوقف المأساة الانسانية التي يتعرض لها شبابنا في سيناء. وكل هذه الاسئلة جاءت من اولئك المحسبين على الهقدف… وهي اشارة جد ايجابية وتعتبر صحوة ضمير نتوقع ان تتبعها خطوات تؤدي الى إغلاق كل المنافذ التي يعتمد عليها الهقدف هنا في سويسرا. وهي في نفس الوقت بمثابة دق مسمار النعش على سياسة “فرق تسد” التي يتبعها الهقدف بين الشباب في الخارج مواصلة لسياساته في الداخل.

 النصر لشعبي قاهر الظلام
الموت للديكتاتورية
المجد والخلود لشهدائنا الابرار

Shares

Related Posts

Archives

Cartoons

Shares