Awate.com

على نغمة – الشعب يريد تغييرا النظام

وليدق المدق على نغمة ” الشعب يريد تغييرا النظام”: خطابات صرف الأنظار عن أولويتنا الأولى . ما هي وكيف معالجتها؟

إضافة لوسيلة إنكار الحقائق التي يستخدمها النظام المُستبد في إريتريا في محاولته لصرف الأنظار نجده أيضا يستخدم وسيلتين تضليليتين هما وسيلة تقديم أخبار تنموية ووسيلة وضع أجندة. ويرى النظام أن كل هذه الوسائل مهمة مثل قبضته الحديدية من اجل استمراره في السلطة.

استخدام النظام لوسيلة “تقديم أخبار التنمية” إنما تهدف لصرف الأنظار عن الحقائق .ولو أن نظريات الإعلام تهدف إلى تحقيق هدفها الإعلامي إلا أننا نرى النظام يقوم بانتهاكها لتخدم نظامه أللا ديمقراطي.

فبعض الإرتريين في المهجر ينبهرون بتلك الأخبار المُفرطة عن مشاريع التنموية ولا يسألون عما إذا كانت تلك المشاريع تعني شي إلى الإنسان الإريتري العادي ؟ إن ابسط سؤال المفروض أن يسألوا أنفسهم هو لماذا يستمرون بإرسال المال وأحيانا المال والأدوية إلى ذويهم في داخل إريتريا ؟ لماذا لا تخلق تلك المشاريع عملا يعتمد فيها الإنسان الارتري لتلبية طلباته اليومية؟

فتقديم هذه الأخبار بشكل مُفرط هي محاولة لصرف الأنظار عن الحقائق والأحداث الجارية ويستخدمها النظام بالتكرار لأنه يعتقد بأن التكرار في هذا النمط يجعله قادر لتغيير سلوك الارتريين تجاه بحيث يكونوا المؤيدين له وليس ضده.

أما الطريقة الثانية التي يستخدمها النظام لصرف الأنظار هي طرح أجندات ليس لها صلة بهموم الإرتريين لا من قريب ولا من البعيد. يقوم بهذا الدور النظام نفسه وعملاؤه . ومن أهم المواد التي يقوم بها النظام في هذا الصدد هي:

  1. الأخبار الداخلية السلبية المتعلقة بأثيوبيا.

  2. الحكومات العربية والأفريقية

  3. ألولايات المتحدة الأمريكية وسياستها الخارجية ( مادة لذيذة بنسبة كوادر الهقدف)

يقدم النظام أخبار سلبية عن إثيوبيا ونظامها السياسي وكأن معاير تقدمه هي إثيوبيا أو يقدم تحليلات يعرف بأن ليس لها تأثير وهي تحليلات عن أوضاع الدول العربية والأفريقية والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية . في حالتي العالم العربي والأفريقي نقول له فاقد الشيء لا يعطي أما في حالة الأخيرة فأنه يذكرنا بذلك الأسد الذي ليس له أسنان!

ولنظام عملاء في السر والجهر يقومون من خلال تعليماته ماذا يقولون وأين ومتى؟ حيث يكتبون في مسائل ثانوية مثل القبلية واللغة والدين وهذا ليس من اجل مناقشة سليمة بل من أجل صرف أنظار الناس من قضية الساعة وهي تغيير النظام. وهولاء لا تنحصر انتشار مقلاتهم في المواقع الإنترنت التابعة أو المؤيدة لنظام بل إنما قد نجد لبعض منهم في المواقع الغير الحكومية بحيث ينطبق عليهم المثل التجرينى ” عشا تمسلكا دراروم ودألوم” أي أجعل نفسك غبي و خلص عليهم عشائهم ” فهم يمكرون ليس لصرف أنظار فقط بل إنما لتشويش عقول القراء. مثلا يحاولون لخلق التشكيك في سكان المرتفعات من المعارضة الارترية هذا وهم يشتمون النظام في نفس المقال وهذا لأنهم يعتقدون بأن خلق التشكيك في النفوس سيكون أكثر تأثيرا من شتيمتهم الكاذبة ضد النظام. ولا عجب إذا سمعت بعض الإرتريين الأبرياء يقولون ” اتا إسياس يحشنا كاب إزيؤم” أي إسياس أفضل لنا من هؤلاء (المعارضة).

وقبل أن أنهي مقالي لابد أن أشير إلى أن النظام دائما يريد أن تكون خطاباتنا ثانوية بحيث لا تتعلق بمسألة الساعة والتي هي المطالبة بنظام ديمقراطي في إرتريا.

فلابد من إن أصحاب الأقلام النظيفة أن يكونوا أكثر وعيا من كوادر النظام عندما يكتبون في مسائل متعددة .حسن النية طيب ولكن حسن النية غير كافية في معركتنا مع النظام المُستبد لأنه قد يستخدم حسن نيتنا ضدنا. ولذلك ترتيب الأوليات والتركيز على موضوع الساعة وهي تغيير النظام هو أفضل سلاح لتقصير عمر النظام. وهنا لا أعني أن لا نناقش في مسائل متعددة ولكن مناقشة المسائل هذه لا يكون على حساب معركتنا لتغيير النظام المُستبد بمعنى أخر لا بد أن تكون كتاباتنا إضافة لتعجيل عجلة التغيير الديمقراطي في إرتريا. فماذا سيكون ردنا إذا أعلن النظام بوقف سياسته المتعلقة بإسكان المواطنين من مكان إلى مكان أخر؟ أو أعلن بشكل رسمي بأن اللغة العربية ستكون أو لن تكون لغة رسمية بحيث يفرح المؤيدون أو المعارضون في إحدى الحالتين؟ أو اعترف بجيرتي كقومية ؟ هل ستكتفي أقلامهم من الكتابة ؟. إن النظام قد ينفذها أو بعضها من اجل أن يستمر في السلطة. ولكن هل يستحق قبول النظام الذي انتهك حقوق الإنسان الإرتري بمجرد تنفيذيه لتلك المسائل الثانوية التي بإمكاننا إيجاد حلول لها بمجرد تغييرنا النظام المُستبد واستبداله بنظام ديمقراطي؟

خلاصة ترتيب أولويتنا والتركيز عليها وكذلك منقاشه أي مواضيع ثانوية بروح ونية تخدم أولويتنا وتقوي وطنيتنا – هي الطريقة الوحيدة التي تضع حد لأمثال أسياس ويمناي مانكي وعلي عبده باستهزاء على عقولنا. وليدق المدق على نقمة ” الشعب يريد تغيير النظام” ونصر سيكون لشعبنا مهما مكروا ناس الهقدف في مكتباتهم منتهكين نظريات وأدوات الإعلام.

Shares

Related Posts

Archives

Cartoons

Shares