Awate.com

دعوة ادعائية وغير حقيقية.. من حزب الشعب

اكتب اليوم بدعوة صريحة من حزب الشعب ( الديمقراطى) لكى ادلى براى .. ( لذلك نحن نؤيد ونشجع كل المناقشات والتحليلات التي تحاول أن تستقرئ وتحلل مآلات الأحداث الراهنة بصفة عامة وأوضاع ومستقبل معسكر المعارضة بصفةٍ أخص.) وهو ما جاء فى البيان الاخير 22/7/2010 الذى اعلن فيه صراحة انه سينسحب من التجمع. لا اريد ان اقول لمح او هدد ،فهذا تعبير مجازى خجول.

 

اولا اؤكد ان هذه الدعوة لا تهمنى  كثيرا ولا اعتز بها اصلا، لاننى اؤمن بالراى والاراى الاخر ، لكن استطيع ان اسميها دعوة غير صادقة،واطلاقها ليس نابع من نية حقيقية، وهى جاءت بهدف ابراز تحدى وتسويق اعلامى ردئ و ازدرائى، مفاده انهم فى حزب الشعب يهمهم الراى الاخر،وهنا تاتى عدم المصداقية، باختصار ودون مقدمات او توصيف يرهق القارئ، اقول، لو كان الامر كذلك لما حاولوا فرض رائيهم واردادتهم على الاغلبية بكل هذا السقم. 

وعليه ساقوم بوضع النقاط على الحروف بشكل سريع واولى ولن اتعمق لاننى لا هناك من ضرورة تستدعى ذلك، لشدة وضوح البيان، اللهم اذا استبعدنا المغلطات والتعويم للمفاهيم والمنطق.

 وحتى لا ننجر وراء تفنيد وفضح الاداء المتهرب من خلال تاريخ مواقفهم السابقة، دعونا ننظر الى اقولهم نفسها الواردة فى البيان، والتى تدور فى فلك قطره مسألتين اولها ان المؤتمر لم يجرى له الاعداد الكافى، سماها البيان ( جودة الاعداد والتحضير ) ثانيها ان التمثيل فيه غلبة لجهات بعينها ( حقوقية)، طبعا يعنون الذين ينادون الاعتراف بالحقائق الدامغة، فاذا استدعى الحسم ضرورة التصويت، فان مبدائهم فى تثبيث مكاسب التغرنيا ،سوف ينهار لصالح مطالب المساواة وصناعة التعايش. 

وهذه هى المبررات التى تتكرر او تكون معظم لغة البيان. 

 حيث يكررهذا المعنى (أن الملتقى الذي لم يتم التحضير والاستعداد له بصورة جادة وحازمة لن يكلل بالنجاح، الأمر الذي تمخض عنه رفضنا المشاركة في هكذا ملتقى). الكل يرى انه جدى والاستعدادات مكتملة . وهذا م اكدته كل الاطراف بما فيها مدعى الاستقلالية ، الكل يقول ان الحوار سيتم اصلا فى مناقشة القضايا المصيرية ،وليس التنظمية او هيكلية التحالف اى انه يعنى بالمسائل العامة التى تخص الوطن والدولة وكل القضايا الاساسية ، وليس مسائل التنافس الحزبى والتنظيمى او من يكون بديل النظام، وهنا لا ادعى انه سيخلوا من دعوات التعاون والتنسيق وبناء الثقة بين مكونات التحالف نفسه.

 اما المقترحات والاساليب الادعائية  مثل (ان يكون على الهواء الطلق/ أن تتاح الفرصة للشعب لمناقشة مشروع أجندة ) ، هذا التيكتيك الاجرى ما هو الا زرى الرماد على العيون، ثم من قال ان ذلك مرفوض!! هل هناك امكانية فعلية لذلك؟ ومن ياترى يرفض هذا الثراء والمشاركة والصراحة والنزاهة، على مسمع ومراى العالم كله، ياريت كان كذلك ،واننا لا نستطيع ان نسميه غير انه – وضع العربة امام الحصان-  لهو كذلك.

ان ايراد هذه الحجة والتى اصلا ما سيتم القيام به بقدر الامكان اى الصراحة النزاهة ،بتوسيع المشاركة الشعبية،فان عدم توفر بث تلفزيونى مباشر، لا تنفع ان تكون مبررا للهروب، وهذا يجعلنا  نتسال، لماذا لا يستطيع حزب الشعب بتوفير هذا الجانب وهو الذى يدعى المقدرة؟ عندما كان مشاركا فى الاعداد له وصنعه ام انه الهام استجد فى اللحظة الاخيرة .

 

اما  بخصوص المسالة الجانبية التى اشار اليها البيان ،عرضا ،كانت ما اسماه (علماً أن نص ميثاقه علي ضرورة اتخاذ التحالف قراراته المصيرية والكبرى باتفاق الجميع ) نستطيع القول، اذا سلمنا جدلا ان القرارات فى التجمع تتخذ باتفاق الجميع، ألم يكن ضروريا عقد المؤتمر فى موعده ،الذى حسم من قبل بموافقة الجميع بمافيه حزب الشعب؟، وانسحب هو فى للحظة الاخيرة بسبب واهى، سماه الاستعجال وعدم توازن  التمثيلى، وهى قضايا جانبية وليست اساسية مقارنة بمسالة كان يقام المؤتمر ام لا. وهذا السؤال نفسه غير قابل للمراجعة اصلا ، لذا لم يركز فيه البيان بتشدد لانه يسلم بضرورة عقده.

 

اما ما جاء فى باقى اللتحليلات والتوصيفات لمكونات التحالف سوى كانت تحليلات  قاصرة او محقة فلا تمس الاهداف الاساسية لمؤتمر الحوار الا فيما جاء من ادعاء على  الاستحواذ على عددية اكبر فى مقاعد التحضيرية او عضوية المؤتمر( طبعا اللعضوية كانت ولا تزال مفتوحة بالنسبة للمؤتمر، وتمثيل متساوى لكل تنظيم فى التحضيرية بل واكثر لحزب الشعب ) اى ليست فيها اللغلبة لاحد. لان الاكثرية او الحضور يشمل المكونات الاساسية للتحالف والمنظمات المختلفة ذات الاسقلالية الذاتية وكذلك الافراد الممثلين انفسهم، وهذا سوف لن يمنح اى كان اصواتا اعلى من غيره. 

يشتكى البيان من ثنائية التركيبة السكانية للبلد، وهذا قدرنا، والتساؤل هو: وما العيب فى ثنائية المسلم والمسيحى؟!! اليست هى الحقيقة التى نهرب منها دوما ونقش انفسنا بانفسنا. وهو الذى ينطبق عليه المثل( ترك الحابل على النابل ) الذى ادى الى سيطرة اثنية واحدة بل ديانة واحدة على مقدرات البلاد والعباد، وال الوضع الى الفجيعة التى نحاول معالجتها الان فى اديس ابابا. 

وبنفسه يوكد البيان انه مقصر فى توضيح الاتجاهات السياسية، وبذلك ينصف بنفسه تقيماته التى تحدث عنها معرفا الاتجاهات نفسها فى بيانه . 

انظروا لهذا الازدراء  ( إن ملتقى ينقصه التصور المشترك لشكله أو مضمونه، والكل يدخله وهو لا يحمل سوى أحلامه ورغباته الذاتية الضيقة، يصعب عليك التنبؤ بنتائجه) طبعا تعجرف لابعد حدود ،ثم يقول الناس ليس لها(امتلاك التصور المشترك ) هذا صحيح ،نحن كمجوع ما احوجنا الى تناسق وتنسيق ،فنحن اصلا متنافرات والا لاصبحنا فى حزب واحد من زمان،ولما وجدت قضايا تستدعى بناء الثقة او الحسم، لكن ما نريده هو الوصول من خلال المؤتمر الى يقين مشترك لعمل مشترك. وحزب الشعب  التغرنياوى لا يريد ذلك ، لذا هربوا ويحاول الغاء اللوم على الاخرين.

 

 واذا ركزنا جيدا فى مردهم من تعبير( شكله او مضمونه) حسب ما جاء فى بيانهم، ندرك انهم اصلا يرفضون الصراحة فى طرح الاراء، ويرفضون التحدث فى مايهم الشعب الارترى من قضايا، رغم ادعائهم  الرغبة فى اشراك المواطنين فى الداخل والخارج بفرصة الاطلاع على مضامين ومناقشات المؤتمر.

 وهكذا وصفوا ماعنوه صراحة: (إن الدخول المتعجل الي الملتقى دون بذل التحضير الفعال والاستعداد الكافي ودون امتلاك التصور المشترك والمتناسق لأمرٌ في حد ذاته يثير من التساؤلات المشروعة أكثر مما يقدم من الأجوبة والمبررات الموضوعية) هذا الكلام ايضا فارغ من كل معنى حقيقى ،لاننا لا نثق، بانهم دراى من الاخرين ،ونعتبره ايضا ادعاء كاذب، وعلى ما شهدنا على مدار العام كله من قيادة التحالف والتحضيرية ينفى هذا الادعاء ،و قد جرت كل المتطلبات التى يحتاجها من اعداد واخذ ما يحتاجه من وقت وجهد ، وهذا ما اكدته الاطراف الاخرى فى التحالف لا حزبهم المنتكس من المسيرة.

 

ان حزب الشعب ببساطة يريد ان يزرى الرماد على العيون عندما يبرر هروبه من الملتقى على انه هروب مبرر حيث يقول( وهذا في الحقيقة مقترح أشبه بمن يأمرك بالقفز نحو الهاوية بغية امتلاك المعلومات الصحيحة والدروس المفيدة عن ماهية الانزلاق الي الهاوية وما يتمخض عن ذلك من أضرار أو منافع) لا ادرى ماذا قصدوا من هذا الارباك الظاهر فى كتابة بيانهم والارتباك فى المفاهيم ، واقول كيف يستقيم التشبيه بين القفز نحو الهاوية وبين ان يصنع هذا الفعل ضررا او منفعة،!! فى حالة حدوثه. ومن اين اتوا بهذه الحتمية او هذا التخيل وهذا المفهوم ،الذى لم نسمع بحتماليته من قبل ،حيث نعرف ان السقوط من الهاوية له نتيجة واحدة ، هى التحطم، وهذا لا يحقق اية منفعة.

 

ويقول البيان ( ان الملتقى كان انعكاس ووصل لما كان سائدا قبل) اى انه يتحدث بصيغة الماضى عن المؤتمر الذى لم يلتام بعد؟؟ لا علينا، ربما ارادوا تشبه مفاده حالة التنافر التنظيمية السابقة /الحالية، ولا خلاف فى ذلك ،لكن نؤكد ان المؤتمر حسب فهم الجميع،ان من اهدافه انهاء مثل هذا التنافر غير المطلوب.

واذا  نظرنا بموضوعية الى مسلسل لغة البيان، نلاحظ تكراره المستمر فى كل سطوره لمسالتى التسرع والتمثيل، ومع هذا التكرار ،يدعى البيان ان نجاح المؤتمر كان مضونا لو ( نجاح كان بالإمكان تحقيقه إذا تحرر الملتقى من قيود المكايدة والتنافس وأصبح حريصاً علي لم الشمل وكسب ود الجميع.) اى لو تم كسب ود حزب الشعب ،اى التراجع عن معالجة القضايا الوطنية الرئيسية، والابتعاد عن اقحام الحقائق او مناقشة الشؤن العامة، والتى يسميها حزب الشعب المكايدة والتنافس، اذا كانت المجاملات تصنع الاوطان لما دفع الناس الغالى والنفيس. 

يقول البيان (في رأينا، الملتقى مكان لأوسع مشاركة شعبية، وليس مجرد مناقشات بضعة أيام أو ساعات محصورة علي السياسيين وحدهم) فعلا ،اذا قصدوا عدد الحضور ان يكون بالالاف وعدد ايام الانعقاد بعدد الشهور،ربما نلتمس لهم العذر .

 وما علينا ،فاذا كنا نتحدث عن الحضور فالحضور كله سياسى ،حتى المدعى الاستقلالية منهم، وكلنا سياسيين ،ولكن ما المانع ان يعتبر المؤتمر بداية ،اى ملتقى اول / ثم يليه اخر/ وثالث ، اليس افضل من عدم قيامه اصلا، هذه ليست حجة ابحثوا عن غيرها.

وما نستطيع ان نؤكده هنا،( مربط الفرس) ان هذا يعنى وبدون جهد واجتهاد، ان مؤتمر الحوار قد نجح فعلا،قبل ان يلتام، حيث اكد ان (حزب التغرنيا) لا يريدون السلام والاستقرار لارتريا، وانهم غير مستعدين للعدالة والديمقراطية ان تسود.

هل تسالتم يوما لماذا يرفض حزب الشعب الحديث عن القضيا جملة وتفصيلا، او الحديث عن كل قضية على حدى . لا لن يفعلوا ،وسوف لن يفعلوا وكل ما لديهم من مبدا فى هذه القضايا وهو انها يمكن ان تحل بالديمقراطية (بعدين) ويعنون اولا اسقاط النظام ثم نرى ما اذا كان من الضرورى مناقشة هذه القضايا ام لا ، ينادون فى هذه المرحلة بما اسموه الخطوة المثالية (تتمثل في ضرورة قيام التحالف بترميم بيته الداخلي واستعادة أعضائه روح الثقة والألفة بينهم وذلك حتى يكون التحالف القدوة المؤهلة للتصدي لمهمة التحضير للملتقى ) هذه الامنيات لا يرفضها احد لكن لا تتاتى الا من خلال تثبيت المفاهيم الاساسية اولا.

طبعا لا استبعد ان هناك من لا  يفقه السبب الرئسى لضرورة عقد مؤتمر الحوار، / ويظن انه جاء تماشيا لمرحلة يبدو انها تشير الى قرب سقوط النظام،/ وعليه يعتقد ببساطة، ان المؤتمر ياتى لوضع الترتيبات والاستعدادات لخلافة للنظام فى اسمرا وتقاسم عدد كراسى السلطة. انا تلقائيا اسمى مثل هذا التفكير بالصبيانى . لان مثل هذا التفكير لقبل به حزب الشعب دون اى تباطئ وشروط ولشارك فى مؤتمر الحوار بتلهف، ولانه ليس كذلك، فان الهدف عند حزب الشعب من اسقاط النظام،هو انهم يراهنون على ان سقوط النظام سيمكنهم من مواصلة استحواذ التغرنيا على زمام الامور ،ودن المساس بالوضع القائم ،ومن بينها تثبيت مكتسبات التغرنيا التى جاءت عبر الظلم والسرقات، و التى حدثت للثروات الوطنية المشتركة/ الاراضى والمياه /والوظيفة العامة/ والبنية التحتية /والتنمية الريفية والمناطقية/ والمرافق الخدمية/ وحتى حق المعاشات/ والجمارك والضرائب التقديرية / والتفاوت الاجتماعى، وصياغة دستور حقيقى، وحقوق الانسان، والحريات الاساسية)، حتى انهم لا يقدمون مفهوما محددا لمعنى الديمقراطية نفسها التى يتحدثون عنها اذا وجدت.

 نتسال ايضا ،هل توعد حزب الشعب وادعائه الشرعية لنفسه، سينسحب على التحالف الوطنى، وتكون النتيجة كما يقراها الحزب ،وفق مبدأ التحالفات المضادة والمناورات ونقض العهود والمواثيق،وترسيخ انسداد الافق فى الممارسة الديمقراطية  داخل التحالف نفسه .

نقول هذا لان البيان توعد (بلا شك سوف تتغير الأوضاع داخل التحالف في مرحلة ما بعد الملتقى، بل لسنا في حاجة الي انتظار تلك المرحلة حتى نعلم كيفية وشكل التغيير الذي سوف يحدث، فما نراه اليوم من ملامح ومؤشرات يعطينا علامات ودلالات الغد، لقد تنامت روح المكايدة والتنافس وتلاشت روح التآزر والتعاون) هكذا  توعد بالخلافات والصراعات  والانقسامات بين كل المكونات. ربما قد نقبل منه جدلا مواصلة التنافر بين التنظيمات كالعادة ، لكن من حقنا التساؤل ايضا ،هل فى مقدور حزب الشعب اجتذاب الاخرين نحوه فى هذا المنحى،؟  اذن ماذا سيقدم لهم ليغريهم، وخاصة انه استثنى نفسه بالوطنية ( تشدقا)، ووصف غيره باللاوطنية، وكيف يستقيم ان يتحالف مع من هو اقل شانا منه فى الانتماء للوطن.

 ايها الناس، انا لست الا واحد منكم من امة محمد لكنى لا اساوم ولم افعلها، وهو الذى قلته فى اكثر من مقال عن ان التغرنيا( طبعا فيهم بعد الخيريين من الافراد عكس ما لدى الغلبة منهم) لا يعترفون اصلا بالجرائم التى ارتكبوها فى حقنا نحن المسلمون، لذا ان تخوفهم هو من قيام وطن يتساوى فيه الجميع فى كل شئ، وهذا ما يجعل حتى فلولهم الخارجة عن طاعة اسياس افورقى تفر وتهرب من ذكر المظالم او تحقيق السلم والعدالة. وهو نفس النهج الاسمراوى اى الغاء  الآخر او  تحجيمه  او  القضاء  عليه او  تجاهل  وجوده  او  تطويقه  او  اخضاعه .

دعونى بهذه المناسبة  ان اؤكد للمشاركين فى مؤتمر الحوار، ان من الواجب الانتباه الى ان جميع القوانيين التى اصدرها نظام اسمرا تشكل خطورة قسوى على الوطن كله، وخاصة وجوب رفض ما سمى بدستور اسياس جملة وتفصيلا ، وكذلك قوانين الارض والاستثمار والتنمية، والقوانينين المدنية والاجرائية وغيرها. ان هذه القوانين هدفت اصلا السلب والاستلاب، واستقواء فئة على فئات اخرى فى الوطن. بالمناسبة ان حزب الشعب يرى فيها انها سليمة.

فان لحظة افتتاح المؤتمر نفسها هى جزء من الانتصار، وسوف نتمنى ان تاتى الجلساته بما هو مرتقب فى خلق وطن لم يتحقق بعد. 

وفى الختام دعونى احيى المناضل والاستاذ محمد نور ديغول على قراره الصحيح وايضا اسمحولى ان اعتب على يوهنس زرئ ماريام لاخفاقه من مواصلة طريق الحق هذا اذا صح موقفه الاخير، كما اشارت الى اليه مواقع الانترنت.

 طبعا من حق المتابعين والقراء ملاحظة التقاطعات الاخيرة من نقلات وتنقلات بين معسكرات المعارضة الارترية واترك لكم التنبؤ.

Shares

Related Posts

Archives

Cartoons

Shares